السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي جمع قلوب أهل حبه على طاعته وأورثهم من الخيرات مانالو
ا به كرامته أحمده سبحانه وضع القبول لمن يشاء في السماء والأرض وبيض وجوههم يوم
العرض الحليم الذي لا يعجل الكريم الذي لا يبخل القيوم الذي لاينام ولا يغفل فأشه
د أن لااله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
وبارك عليه وعلى آله وصحبه ما ذكره الذاكرون الأبرار وصلى الله عليه وسلم وبارك عليه
وعليهم ما تعاقب الليل والنهار ونسأل الله تعالى أن يجعلنا من صالح أمته
وأن يحشرنا يوم القيامة في زمرته
أما بعد ...
أيها الأخوة والأخوات المحبة شعور جميل يفرح المرء بها إذا وقعت له في قلوب
الناس وكلما قدر الذي يحبك ازداد شعورك بالمحبة فرحا وطرت بها لذة ومرحا
وأعظم من تطلب محبته هو رب العالمين وليست العبرة أن تحب أنت الله فلا عجب
في ذلك فهو الذي خلقك فسواك فعدلك لكن الفوز العظيم أن يحبك الله فتكون ممن قال الله تعالى
فيهم يحبهم ويحبونه
( ماذا لو أحبك الله ؟)
ماذا لو احبك الله؟؟
تدرون ماذا سيحدث ان احبنا الله ..... او اذا احبك انت ... انت فقط ...
واصطفاك وجعلك من عباد الرحمن تدري ماذا سيكون حالك لو احبك الله؟؟؟؟
فاذا علمت .... والله الذي لا اله غيره لو كنت صادقا.... لو كنت عاقلا....
لما طاب لك عيش حتي تصل
الي هذه المرتبه العظمي التي لا يلقاها الاذو حظ عظيم ..
ولا فاز بها الا المصطفون... الذين صدقوا
الله فصدقهم واخلصوا له الدين ... فرضي عنهم ورزقهم حبه
فاذا احبك الله وجعلك منهم
(1) وهبك الايمان فزادت وسمت درجاتك عنده...
(وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا عظيما)
(2) حفظك وشملك برحمته ورد عنك اذي اعدائك فلايصلون اليه
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم( ان الله قال من عادي لي وليا فقد اّذنته بالحرب ,
وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضت علي , وما يزال عبدي يتقرب
الي بالنوافل حتي احبه , فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به , وبصره الذي يبصر به
, ويده التي يبطش بها , ورجله التي يمشي بها , وان سألني لاعطينه , ولئن استعاذني لاعيذه ,
وما تررددت عن شيء انا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وانا اكره مساءته)
(رواه البخاري)
(3) اعتق رقبتك من النار فلا تدخلها
عن انس بن مالك رضي الله عنه قال مر النبي صلي الله عليه وسلم ...
بأناس من اصحابه وصبي بين ظهراني الطريق فلما رأت امه الدواب خشيت
علي ابنها أن يوطأ فسعت والهة
فقالت: ابني ! ابني ! فاحتملت ابنها فقال القوم : يا نبي الله !
ما كانت هذه لتلقي ابنها في النار...
فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم( لا والله , لا يلقي الله حبيبه في النار )
(4) احبك اهل السماء وكتب لك القبول في الارض
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (اذا احب الله عبدا نادي جبريل : ان الله
يحب فلان فأحبه فيحبه جبريل فينادي جبريل في اهل السماء :
ان الله يحب فلان فأحبوه فيحبه اهل
السماء ثم يوضع له القبول في الارض) (رواه الترمذي وصححه الالباني )
(5) حفظك من شرور الدنيا
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (اذا احب الله عبدا حماه في الدنيا كما يحمي احدكم سقيمه ماء)
(رواه الترمذي وصححه الالباني)
(6) وفقك للعمل الصالح والتوبه بعد الذنوب
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (اذا احب الله عبدا عسله قال : يا
رسول الله وما عسله؟ قال: يوفق له عملا صالحا بين يدي اجله )
(رواه ابن حيان وصححه الالباني)
(7) يستعملك فيجعلك من خدام الرحمن
قال ابن القيم: اذا احب الله عبدا اصطنعه لنفسه , واجتباه لمحبته ,
واستخلصه لعبادته , فشغل همه به
ولسانه بذكره , وجوارحه بخدمته ...
(
حسن اخلاقك ووهبك الرفق
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم واذا احب الله عبدا اعطاه الرفق ما من اهل بيت
يحرمون الرفق الا حرموا) (رواه الطبراني وحسنه الالباني)
(9) رزقك رزقا حلالا طيبا
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (لا يربو لحم نبت من السحت الا كانت النار اولي به)
(رواه الترمذي)
(10)ابتلاك ليهذبك وامتحنك ليصطفيك
( ولنبلونكم حتي نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم) (محمد:31)
القبول في الأرض
وكذلك من علامة حب الله للعبد: القبول في الأرض: وهذا الحديث الذي رواه الإمام مسلم جاء
فيه قصة: أن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لما تولى أمور الناس، وحج
بهم أطل على الناس، فقال أحد أبناء التابعين لأبيه: [هذا -يعني: عمر بن عبد العزيز -
يحبه الله تعالى - قال: إن الله يحب عمر بن عبد العزيز - فقال له أبوه:
كيف عرفت ذلك يا بني؟ قال: إن الناس يحبون عمر بن عبد العزيز ،
فلا بد أن يكون الله قد أحبه قبل أن يحبه الناس، فقال: صدقت يا بني] ثم روى لابنه الحديث
التالي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، في الحديث الصحيح:
(إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل، فقال: إني أحب فلاناً فأحبه، قال: فيحبه جبريل،
ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء
، ثم يوضَع له القبول في الأرض) وتجد كل الناس يحبونه؛ لأن الله قد أحبه،
وأحبته الملائكة قبل أن يحبه أهل الأرض، فيحبه الجميع، أهل السماوات وأهل الأرض.
وهذه نعمة -أيها الإخوة- لا تشترى بالمال، ومهما عمل التجار، ومهما عمل الكادحون،
فلا يصلون إليها إلا بتقوى الله والأعمال الصالحة. كذلك يُسْتَدل من هذا الحديث على أن
محبة قلوب الناس للشخص هي علامة على محبة الله.